
بلجيكي | شهدت شوارع بروكسل يوم الخميس تظاهرة ضخمة شارك فيها أكثر من 60 ألف شخص حسب تقديرات الشرطة، وذلك احتجاجًا على إجراءات التقشف التي يخطط لها الحكومة الفلمنكية المحافظة برئاسة بارت دي ويڤر. وتأتي هذه التظاهرة كأول يوم تحرك نقابي منذ تولي الحكومة الجديدة مهامها في 3 فبراير، والتي تسعى إلى خفض الإنفاق العام في بلد يواجه إجراءات من الاتحاد الأوروبي بسبب العجز المالي الكبير.
أبرز المطالب والاحتجاجات:
- معارضة إلغاء التقاعد المبكر: ركز المتظاهرون على رفضهم لإلغاء نظام التقاعد المبكر، معبرين عن مخاوفهم من زيادة سن العمل دون تحسين في القوة الشرائية. حمل المتظاهرون لافتات كتب عليها “نحن لسنا برتقالات” و”توقفوا عن نزع أموالنا”، مما يعكس غضبهم من السياسات التي يرونها غير عادلة.
- مشاركة واسعة من النقابات والأحزاب المعارضة: أشار تيري بودسون، رئيس اتحاد العمال البلجيكي (FGTB)، إلى أن هذه التظاهرة تأتي بعد تحركات سابقة شارك فيها 30 ألف شخص، مع توقع إضراب عام في 31 مارس. كما شارك في التظاهرة عدد من الشخصيات السياسية من الأحزاب المعارضة، مثل صامويل كوغولاتي من حزب الخضر وبول مانييت من الحزب الاشتراكي.
- تأثيرات على الخدمات العامة: تأثرت خدمات جمع النفايات في بروكسل بشكل كبير، حيث لم يتم جمع 40% من النفايات بسبب الإضرابات. كما أعلنت شركة البريد البلجيكي (bpost) عن تعطل الخدمات البريدية في بعض المناطق، خاصة في والونيا.
- توترات أمنية: شهدت التظاهرة بعض التوترات الأمنية، حيث استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق المتظاهرين بالقرب من مقر حزب الإصلاح Movement Réformateur (MR).
- مشاركة العسكريين: على الرغم من رفع الإذن لهم بالمشاركة، انضم أكثر من ألف عسكري إلى التظاهرة، معبرين عن رفضهم لخطة الحكومة برفع سن تقاعد العسكريين من 56 إلى 67 عامًا.
رسائل المتظاهرين:
أكد المتظاهرون أنهم يرفضون تحميل الطبقة العاملة وطبقة المتقاعدين عبء الإصلاحات المالية، مطالبين بتحقيق عدالة اجتماعية وزيادة الضرائب على الأغنياء. كما عبروا عن قلقهم من تدهور الخدمات العامة وتراجع حقوق العمال.
ردود الفعل:
- النقابات: أشارت النقابات إلى أن هذه التظاهرة تعكس رفضًا شعبيًا واسعًا لإجراءات الحكومة، مع تأكيدهم على استمرار النضال ضد سياسات التقشف.
- أصحاب العمل: عبرت المنظمات الاقتصادية الفلمنكية عن معارضتها للتظاهرات، معتبرة أنها تضر بالاقتصاد البلجيكي وتؤخر الإصلاحات الضرورية.
الخلاصة:
تظاهرات بروكسل تعكس غضبًا شعبيًا واسعًا ضد سياسات التقشف التي تهدد حقوق العمال والمتقاعدين. مع استمرار النقابات في تنظيم تحركاتها، يبدو أن البلاد مقبلة على فترة من التوتر الاجتماعي والسياسي.